التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سوء الهيكلة أهم أسباب الإفلاس ( د. أسامة بن سعيد القحطاني )

كثيرا ما يجهل بعض رجال الأعمال أهمية الهيكلة الجيدة للشركات والأنشطة فيها، حيث إن أي شركة أو مؤسسة تجارية لديها التزامات ومسؤوليات مباشرة وغير مباشرة، سواء كانت قروضا أو التزامات عقدية بأداء معين أو ضمان.. وهكذا من المسؤوليات. هذه المسؤوليات قد تكون سببا في إفلاس المنشأة يوما ما بسبب العجز عن أداء المسؤولية أو الخطأ فيها، ولا يعلم أغلبهم أنه كان بإمكانهم على الأقل تقليل الخسائر من خلال الهيكلة.
خصوصا في الظروف الصعبة لأي اقتصاد؛ تحتاج الشركات إلى إعادة النظر في طريقة هيكلتها القانونية، التي لها أثر كبير في المسؤولية القانونية، ولكن يجهل هذا كثير من رجال الأعمال على الرغم من الأهمية القصوى لذلك. ومن أكثر الهياكل خطورة على المنشأة وربما حتى على شخص التاجر وماله الخاص؛ تلك المؤسسات التجارية، حيث إنها قانونا ليست كيانا قانونيا ذا شخصية مستقلة، وفي حال تعثرت المؤسسة عن سداد الدين مثلا؛ فإن مالك المؤسسة سيضطر إلى دفع الدين حتى من ماله الخاص الذي لا علاقة له بالمؤسسة، حتى لو كان يملك أموالا خارج الدولة، أو كان لديه ملكية في منشأة أخرى؛ فإن المسؤولية ستصل إليها.
ليس المقصود في هذا الكلام التهرب من المسؤوليات، ولكن عندما يؤسس المستثمر كيانا تجاريا، يجب عليه أن يجعله تحت شخصية قانونية مستقلة، الأمر الأكثر فائدة للمنشأة والمالك والاقتصاد الوطني أيضا. كما أن نظام الشركات الجديد أجاز تأسيس الشركات ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد، الأمر الذي لم يكن ممكنا في السابق.
هيكلة أخرى يجب التنبيه إليها؛ وهي للشركات التي لديها شركات تابعة، فإن الخيار الأنسب هنا هو أن تكون الشركة الأم من نوع شركة قابضة، بمعنى أنها خالية من ممارسة النشاط المباشر مما يحميها من المسؤولية، وتكون القابضة مالكة للشركات التابعة ذات النشاط المباشر. حيث إن هذه الهيكلة تحمي الشركات الأخرى مع بقاء الشركة القابضة بعيدا عن المسؤوليات التنفيذية المباشرة. خيار الشركة المساهمة مهم جدا للمنشآت المتوسطة والكبيرة، كون الشركات المساهمة تشترط فيها اشتراطات حوكمية أعلى من الشركة ذات المسؤولية المحدودة، فالمساهمة يوجد فيها مجلس إدارة فيه الحد الأدنى من الحوكمة، كمنع تنازع المصالح وضرورة الإفصاح عنها للجمعية العامة، كما أنها تمنع الجمع بين رئاسة المجلس والإدارة التنفيذية، ما يساعد على فصل السلطات وتعزيز الرقابة، كما أن المجلس يشترط فيه وجود لجنة مراجعة رقابية على الشركة، إضافة إلى المراجع المحاسبي الخارجي المستقل، كل هذه الاشتراطات تجعل الشركة أقل فسادا وأكثر رقابة وشفافية؛ ما يساعد على استقرار الشركة ونجاحها، كما أن الشركة المساهمة تحمل شخصية قانونية مستقلة تشابه في ذلك الشركة ذات المسؤولية المحدودة. هناك نصائح هيكلية كثيرة تختلف باختلاف الشركة وطبيعة نشاطها ونسبة الخطورة في نشاطها، ولكن هذه أهم النصائح المتكررة في الاقتصاد السعودي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدعاية, مفهومها,نشأتها, أهميتها ( علاء درويش )

v تعريف الدعاية : لما كانت الدعاية من الكلمات التي لم يتم الاتفاق على مفهومها حتى الآن ونظراً لما عانته من استخدامات معقدة في أنظمة مختلفة تسببت في تشويه الكلمة وتغيير دلالتها فإنه ينبغي علينا كباحثين أن نسعى إلى التوضيح ونبعد عن الغموض [1]   . فهنالك الكثير من التعاريف سوف نعرض بعضها فيما يلي : الدعاية في الاصطلاح : هي التأثير على سلوك الآخرين ومعتقداتهم بواسطة الاستخدام الانتقائي المدروس للرموز ونشرها سواء أكانت الرموز لفظية أم سمعية , أم بصرية أم إدراكية والتركيز على الكلمة المنحوتة أم المقروءة المسموعة أم مصورة أم مرئية [2] . كما تعرف الدعاية في دائرة المعارف الأمريكية بأنها جهود يتوفر فيها عامل التعمد والقصد في العرض والتأثير وهي جهود منظمة مقصودة للتأثير في الغير وفق خطة موضوعة مسبقاً لإقناعه بفكرة أو سلعة أو رأي بهدف تغيير سلوكه وتعمد إحداث تأثير على الآراء و الاتجاهات والمعتقدات على نطاق واسع عن طريق الرموز و الكلمات و الصور وإيماءاتها المختلفة , ولهذا التأثير المتعمد جانبان : جانب إيجابي يهدف إلى غرس بعض الآراء والاتجاهات , وجانب سلبي يعمل على إضعاف أو تغيير الآراء و

بحث عن ادارة النقدية ( محمود عبود )

المحتويات 1_ مقدمة 2_ مفهوم السيولة النقدية وأهميتها 3_ دوافع الإحتفاظ بالنقدية 4_ تبويب التدفقات النقدية 5_ أهداف إدارة النقدية 6_ التخطيط النقدي وإعداد بيان التدفق النقدي :         *ماهيته         *مبرراته          * فترته         * العلاقة بين بيان التدفق النقدي والموازنة التخطيطية (التقديرية)         * أساليب إعداد بيان التدفق النقدي ( الموازنة النقدية التقديرية):                _ أسلوب قائمة المقبوضات والمدفوعات                _ أسلوب تعديل قائمة الدخل 7_ إدارة الإستثمارات المؤقتة : ·        ماهيتها ·        أهم الأدوات المستخدمة فيها  ·        أسس المفاضلة بين الإستثمارات المؤقتة ·        حدود الإستثمار في النقدية والإستثمارات المؤقتة  8_ الأساليب الكمية في تحديد الحجم الأمثل للنقدية الواجب الإحتفاظ بها:                 _ أسلوب نموذج الكمية الإقتصادية للمحزون السلعي                 _ نموذج حدود الرقابة (ميلر وأور ) 9_ تقييم كفاءة إدارة النقدية   10_ الخلاصة 11_ المراجع 1 -مقدمة: تعتبر إدارة النقدية إحدى أهم

شرح مبسط لفترة الاسترداد مع مثال

2- فترة الاسترداد :  ويقصد بها الفترة الزمنية التي تسترد خلالها التكلفة المبدئية من المتحصلات النقدية ، وتقوم هذه الطريقة  على أنه كلما استردت قيمة الاستثمار في وقت أقصر كلما كان الاستثمار مقبولا أكثر .  ويعبر عن فترة الاسترداد بعدد السنوات ، ويتم احتساب فترة الاسترداد حسب الحالات التالية  :         أ- حالة تساوي التدفقات النقدية الداخلية :        فترة الاسترداد =     إجمالي الاستثمار المطلوب                               صافي التدفقات النقدية الداخلة سنويا وتحسب فترة الاسترداد ، كما يتضح من المعادلة السابقة ، بقسمة قيمة الاستثمار على صافي التدفقات النقدية الداخلة السنوية التي يدرها هذا الاستثمار ، فإذا كانت آلة جديدة ستحل محل آلة قديمة فيجب الأخذ في الاعتبار القيمة التخريدية للتخلص من الآلة القديمة وبحيث تخصم من تكلفة الآلة الجديدة ، بالإضافة لذلك فإن أي مبالغ استقطعت مقابل الاستهلاك عند حساب صافي الدخل للاستثمار يجب إعادتها مرة أخرى حتى يمكن الحصول على صافي التدفق النقدي الداخل السنوي ، باعتبار الاستهلاك قيد دفتري لا يترتب عليه أي تدفقات نقدية خارجة .  مثال 1 :  تح