التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مركز تسويق الأسهم ( سامر ناهض الصوراني )

انتشر مؤخراً عن طريق وسائل الإعلام و التواصل الإجتماعي كمية رسائل يتم تأليفها و نشرها من مصادر يعلم الله كيف تبدأ وأين تنتهي و في الغالب يصعب تحليل الدوافع من وراءها. و لعل أشهر رسالة انتشرت (بمقاييسي لأنها وصلتني من أكثر من مصدر) هي رسالة ارتبطت بصورة شهيرة تم التقاطها داخل أحد فروع ستاربكس في نيويورك لشخص شهير حاملاً كوب قهوة تقول"ارتفع أمس سهم ستاربكس 44 نقطه وزادت الارباح 58 مليون دولار= 217 مليون ريال. لو دفعت ستاربكس الملايين على الدعاية ما حصلوا مثل هذه اللقطه".
 في البداية و كعادتي في الانتباه الى التفاصيل نويت الذهاب فوراً لرؤية تفاعل سهم ستاربكس مع الصورة لكني توقفت للحظة لأننا لا نعلم من الأساس اللحظة الدقيقة التي تم فيها خروج هذه الصورة ووصولها الى المساهمين. وهل كانت خلال أوقات التداول في نازداك أم بعده؟ عوامل متفرقة لا تمكننا من ربط الحدثين ببعض، لكن ليس هذا ما لفت انتباهي. ما لفت انتباهي هو كلمتي "زادت الارباح" و"دفعت الملايين على الدعاية" فقلت في نفسي بأن هذا الإرتفاع في قيمة السهم لا يعتبر زيادة في الأرباح! بل أن هذه الزيادة في القيمة السوقية (Market Capitalization) لن يتم تقييدها في الدفاتر ولن ترى النور على القوائم المالية للشركة على الإطلاق. 
نعم تستفيد الشركات من ارتفاع قيمة المؤسسة (Enterprise Value) مما يسهل على المحللين الماليين و المصرفيين استخدامها كمعيار للمقارنة مع الشركات الأخرى. لكن الطريقة الوحيدة التي قد يستفيد أي مستثمر من هذا الارتفاع في قيمة السهم هو أن يكون قد باع اسهمه في ستاربكس بعد ارتفاعها لمستثمر آخر قرر الشراء بناءاً على تحليله الشخصي بأن السهم إما سيواصل الإرتفاع أو ستقوم الشركة بتوزيع أرباح نقدية أو سهمية مقبولة بالنسبة لشهيته كمستثمر.
نأتي هنا الى الشطر الثاني من الرسالة و التي تحمل خطأ منتشر في مصطلح تسويقي وهو أن "تدفع على دعاية". هناك مقولة بأن (الإعلان هو ما تدفع له و الدعاية هي ما تدعي من أجله). بمعنى أن الشركات ترصد مبالغ سنوياً و تعين شركات إعلان و تدفع مبالغ على حملات اعلانية من أجل تسويق منتجاتها أو خدماتها أو تعزيز علامتها التجارية. لكن هذه المبالغ لا يمكن أن ترصد من أجل دعايات. الدعاية تكون غير مدفوعة و تحدث مثلاً عند انتشار صورة لشخص شهير وهو يمسك أو يستهلك منتج شركة معينة لإستخدامه الشخصي دون أي مبالغ تقاضاها من أصحاب المنتج. أو مثلاً أن ترى مقابلة على الهواء لشخصية ما فتمر بالصدفة من الخلف سيارة تسير في حال سبيلها تحمل شعار شركة معينة. الموقف الحاصل هنا يعتبر دعاية للشركة بدون أن يكلفها ريالاً واحداً مما يعود بشكل ايجابي أو سلبي - بحسب نوع الحدث -على قيمة علامتها التجارية.
فالسؤال الذي نريد معرفته هو كيف يمكننا القضاء على مثل هذه الرسائلالغير مدعمه بأبسط الحقائق العلمية أو الإستثمارية و نشر ثقافة استثمارية واسعة النطاق؟ الجواب يكون في نظام تعليمي يحوي طابع إدارة أعمال. تخيلوا لو أن جميع طلبة المدارس تعلموا أساسيات ومبادئ إدارة الأعمال بدون إقحامهم في تفاصيل نظرية الاقتصاد الكينزي أو طريقة تقييم الأسهم بحسب التدفق النقدي المخصوم (DCF) أو حتى الفرق بين كلمتي اعلان و دعاية. 
مجرد مادة واحدة خلال المرحلة الثانوية تدرس و توعي الطلبة عن اساسيات الادارة و التجارة. بهذا الشكل سيصبح لدينا جيل واعي ليس فقط عن الضرر من نشر الشائعات لأن ضرر الشائعات يمكن تدريسه حالياً بالمقررات الموجودة. و لكن سيصبح لمؤلفي رسائل الواتساب الذين لن يتم القضاء عليهم بسهولة معنى اقتصادي و حس تجاري أعمق فتكون ذات قيمة أكبر قد تعود ببعض الفائدة على المجتمع. حينها فقط سيقف المواطن وموظف البلدية في وجه العامل المتستر فيمنعه من تعليق لوحة مركز تسوق و يسميه بكل أريحية "مركز تسويق".!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدعاية, مفهومها,نشأتها, أهميتها ( علاء درويش )

v تعريف الدعاية : لما كانت الدعاية من الكلمات التي لم يتم الاتفاق على مفهومها حتى الآن ونظراً لما عانته من استخدامات معقدة في أنظمة مختلفة تسببت في تشويه الكلمة وتغيير دلالتها فإنه ينبغي علينا كباحثين أن نسعى إلى التوضيح ونبعد عن الغموض [1]   . فهنالك الكثير من التعاريف سوف نعرض بعضها فيما يلي : الدعاية في الاصطلاح : هي التأثير على سلوك الآخرين ومعتقداتهم بواسطة الاستخدام الانتقائي المدروس للرموز ونشرها سواء أكانت الرموز لفظية أم سمعية , أم بصرية أم إدراكية والتركيز على الكلمة المنحوتة أم المقروءة المسموعة أم مصورة أم مرئية [2] . كما تعرف الدعاية في دائرة المعارف الأمريكية بأنها جهود يتوفر فيها عامل التعمد والقصد في العرض والتأثير وهي جهود منظمة مقصودة للتأثير في الغير وفق خطة موضوعة مسبقاً لإقناعه بفكرة أو سلعة أو رأي بهدف تغيير سلوكه وتعمد إحداث تأثير على الآراء و الاتجاهات والمعتقدات على نطاق واسع عن طريق الرموز و الكلمات و الصور وإيماءاتها المختلفة , ولهذا التأثير المتعمد جانبان : جانب إيجابي يهدف إلى غرس بعض الآراء والاتجاهات , وجانب سلبي يعمل على إضعاف أو تغيير الآراء و

بحث عن ادارة النقدية ( محمود عبود )

المحتويات 1_ مقدمة 2_ مفهوم السيولة النقدية وأهميتها 3_ دوافع الإحتفاظ بالنقدية 4_ تبويب التدفقات النقدية 5_ أهداف إدارة النقدية 6_ التخطيط النقدي وإعداد بيان التدفق النقدي :         *ماهيته         *مبرراته          * فترته         * العلاقة بين بيان التدفق النقدي والموازنة التخطيطية (التقديرية)         * أساليب إعداد بيان التدفق النقدي ( الموازنة النقدية التقديرية):                _ أسلوب قائمة المقبوضات والمدفوعات                _ أسلوب تعديل قائمة الدخل 7_ إدارة الإستثمارات المؤقتة : ·        ماهيتها ·        أهم الأدوات المستخدمة فيها  ·        أسس المفاضلة بين الإستثمارات المؤقتة ·        حدود الإستثمار في النقدية والإستثمارات المؤقتة  8_ الأساليب الكمية في تحديد الحجم الأمثل للنقدية الواجب الإحتفاظ بها:                 _ أسلوب نموذج الكمية الإقتصادية للمحزون السلعي                 _ نموذج حدود الرقابة (ميلر وأور ) 9_ تقييم كفاءة إدارة النقدية   10_ الخلاصة 11_ المراجع 1 -مقدمة: تعتبر إدارة النقدية إحدى أهم

شرح مبسط لفترة الاسترداد مع مثال

2- فترة الاسترداد :  ويقصد بها الفترة الزمنية التي تسترد خلالها التكلفة المبدئية من المتحصلات النقدية ، وتقوم هذه الطريقة  على أنه كلما استردت قيمة الاستثمار في وقت أقصر كلما كان الاستثمار مقبولا أكثر .  ويعبر عن فترة الاسترداد بعدد السنوات ، ويتم احتساب فترة الاسترداد حسب الحالات التالية  :         أ- حالة تساوي التدفقات النقدية الداخلية :        فترة الاسترداد =     إجمالي الاستثمار المطلوب                               صافي التدفقات النقدية الداخلة سنويا وتحسب فترة الاسترداد ، كما يتضح من المعادلة السابقة ، بقسمة قيمة الاستثمار على صافي التدفقات النقدية الداخلة السنوية التي يدرها هذا الاستثمار ، فإذا كانت آلة جديدة ستحل محل آلة قديمة فيجب الأخذ في الاعتبار القيمة التخريدية للتخلص من الآلة القديمة وبحيث تخصم من تكلفة الآلة الجديدة ، بالإضافة لذلك فإن أي مبالغ استقطعت مقابل الاستهلاك عند حساب صافي الدخل للاستثمار يجب إعادتها مرة أخرى حتى يمكن الحصول على صافي التدفق النقدي الداخل السنوي ، باعتبار الاستهلاك قيد دفتري لا يترتب عليه أي تدفقات نقدية خارجة .  مثال 1 :  تح