التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تتم دراسات الجدوى للمشاريع الصغيرة؟ .. الجزء الأول

المشاريع التجارية الجديدة هي بمثابة الترمومتر الذي يقيس الحالة الصحية لأي اقتصاد، لكن لسوء الحظ عادة ما تكون معدلات نجاح الشركات الصغيرة منخفضة جداً.
 
وتشير الإحصاءات إلى أن احتمال تمكن المشاريع الجديدة من النجاة والاستمرار لخمس سنوات تتراوح عادة ما بين 30 إلى 50%.
 
وفي الحقيقة، يمكن لأي رائد أعمال زيادة فرص نجاح مشروعه بشكل كبير من خلال تحليل فكرته وسوقها المحتمل والفريق الإداري الخاص به قبل أن يبدأ أي شيء.
 
وسواء كنت ترغب في توسيع أعمال تجارية قائمة بالفعل، أو الاستحواذ على أخرى، أو بدء مشروع تجاري جديد، سوف يساعدك هذا التقرير في جزأيه على القيام بتحليل الجدوى الاقتصادية للمشروع، واكتشاف ما إذا كان ذلك النشاط يستحق وقتك ومجهودك وأموالك أم لا .
 

وقبل البدء، ربما تجب الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن شخصية رائد الأعمال أو المستثمر نفسه لا تقل أهمية عن دراسة الجدوى. فقد أصبحت المهارات الإدارية للأفراد تحتل أهمية كبيرة في الأسواق في الوقت الراهن، حيث بدأ أصحاب رأس المال المغامر الذين يجوبون الأسواق بحثاً عن فرص واعدة في تغيير إستراتيجيتهم والمراهنة على "الفارس" (أي رائد الأعمال) بدلاً من "الحصان" (أي الفكرة أو الخطة التجارية).
 
فقد أدرك هؤلاء حقيقة مفادها، أن خطة الأعمال الجيدة لا ينتج عنها بالضرورة مشروع ناجح، ولكن رائد الأعمال المتميز يمكنه النجاح سواء كانت بين يديه خطة عمل مثالية أو لا.

كيف تتم دراسات الجدوى للمشاريع الصغيرة؟ .. الجزء الأول
النقطة

الإيضاح









دراسة السوق

- إن تقييم حجم السوق بالنسبة لمشروع تجاري جديد هو جزء صعب ولكنه حاسم في دراسة الجدوى. فأي فكرة تجارية من أجل أن تنجح تحتاج إلى أن يكون هناك ما يكفي من العملاء الذين لديهم استعداد لإنفاق كم معين من أموالهم على المنتج أو الخدمة، لتوفير عائدات تحقق الربح أو على الأقل تكفي لتغطية نفقات المشروع.

- بناء على ذلك، تعتبر خطوة تحديد عدد العملاء المحتملين عاملاً مهماً يجب أن تضعه كرائد أعمال في حسبانك أثناء محاولتك تقييم الجدوى الاقتصادية لفكرتك.

- أول شيء يقوم به المستهلكون عادة عندما يسمعون بمنتج أو خدمة جديدة هو المقارنة مع البدائل الموجودة بالفعل. بعبارة أخرى، لن يشتري العملاء منتجك أو خدمتك إلا إذا رأوا أن القيمة التي يوفرها هي أكبر من تلك المقدمة من قبل منافسين موجودين بالفعل في السوق.

القيمة المتصورة عامل مهم أيضاً. فالمستهلكون سيقارنون ما يعتقدون أنهم سيحصلون عليه من مشروعك الجديد مقارنة مع ما يعتقدون أنه بإمكانهم الحصول عليه من قبل منافسيك. لذلك من أجل جذبهم، يجب إقناعهم بأنك تقدم شيئاً أفضل أو أكثر ملاءمة أو صحة و أكثر دواماً أو أرخص أو أعلى جودة ولكن بنفس السعر. باختصار يجب عليك بناء تصور لديهم بأن لديك ميزة تنافسية.

هذه الميزة من الممكن أن تقوم على العديد من الخصائص المختلفة: مثل الموقع أو خط إنتاج معين أو تكنولوجيا أو امتلاكك حق الوصول الحصري لبعض الموردين. بغض النظر عن ماهيته، يجب أن يكون هناك شيء يجعل مشروعك مميزا ومختلفاً وفي وضع تنافسي جيد مع الشركات التي سيقارنك بها عملاؤك.

بعد ذلك، يجب التركيز على تسويق الميزة التنافسية في السوق ببساطة وبإخلاص. فلا يكفي أن تكون أفضل، يجب عليك إقناع العملاء المحتملين بأنك بالفعل أفضل.

أثناء دراستك للسوق، ابحث عن إجابة للأسئلة التالية: كم عدد العملاء المحتملين الموجوين بالسوق؟ من هم وماذا يفضلون؟ كم عدد مقدمي نفس الخدمة أو المنتج؟ كيف يتنافس كل منهم؟ ماذا يقولون عن بعضهم البعض؟ ما مدى نجاحهم؟ ما الذي يتطلبه النجاح في هذا المجال؟

الأسئلة السابقة يجب الإجابة عليها أو فهمها على الأقل قبل أن تبدأ مشروعك التجاري الجديد. فأنت تحتاج إلى أن تعرف جيداً من تتنافس معه، ولماذا يمكنك إقناع العملاء بالتعامل معك بدلاً من منافسيك.

واحد من أهم عوامل النجاح بالنسبة للأعمال التجارية الصغيرة، هو امتلاك رائد الأعمال للموارد الكافية التي تمكنه من تحمل عناد السوق لفترة من الوقت. فالعملاء في النهاية بشر، وبالتالي لا يجب أن تتوقع أن يتغير سلوكهم بمجرد دخول منتجك أو خدمتك إلى السوق.

في كثير من الأحيان يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يصبح المنتج أو الخدمة الجديدة مألوفة بالنسبة للناس. وفي الواقع تشير الدراسات إلى أن الأمر قد يستغرق ثلاث سنوات قبل أن يتمكن مشروع صغير من الوصول إلى نقطة التعادل وخمس سنوات لتحقيق الربح. باختصار لا أحد يحقق نجاحاً بين عشية وضحاها.
الجدوى المالية

- خطوتك التالية هي أن تقرر ما إذا كان مشروعك مجدياً أو لا من الناحية المالية.

أولاً، قم بتقدير المبيعات والإيرادات التي سيولدها نشاطك التجاري، وأثناء قيامك بذلك اتبع المبادئ الثلاثة الآتية:

-
 لا تعول أبداً على الوعود: الكثيرون حين يحاولون استقصاء ودراسة السوق يقومون بذلك من خلال سؤال العملاء المحتملين: "إذا افتتحت مشروعي هل ستشتري مني" وبناء على ما يحصلون عليه من إجابات يقومون بتقدير مبيعاتهم المحتملة.

المشكلة في هذا الأسلوب هي أنه من السهل على الكثير ممن يتم سؤالهم الإجابة بنعم، ففي النهاية هذا سؤال افتراضي لن يترتب عليه تغيير سلوكهم وشراء منتجك أو خدمتك. أصحاب الأعمال الذي يقدرون مبيعاتهم بناء على الوعود دائماً ما يكتشفون لاحقاً أن السوق أصغر بكثير مما كان يعتقدون.

كن متحفظاً: قم بتقليل تقديراتك للمبيعات المحتملة، حيث إنه سيكون من السهل جداً عليك تعديل التكاليف من أجل تلبية الطلب الذي جاء أعلى من المتوقع أكثر من التحكم في نفقاتك عندما يكون تقديرك للمبيعات مرتفعاً أو مبالغاً فيه.

ضع أكثر من تقدير للمبيعات المحتملة: يمكنك تقدير المبيعات المحتملة لمشروعك من خلال مجموعة مختلفة من الطرق. جرب طريقتين أو أكثر من الطرق التي سيتم تناولها في الجزء القادم من هذا التقرير، واطلع على مدى اختلاف النتائج. ومرة أخرى كن متحفظاً واختر أصغر تقدير أو كن منطقياً واتخذ خطوتك القادمة بناءً على متوسط تلك التقديرات.

في الجزء القادم من هذا التقرير، سيتم تناول طرق مختلفة يمكن لرائد الأعمال من خلالها تقدير المبيعات المحتملة لمشروعه الجديد، وكذلك طرق حساب التكاليف، وشرح كيفية القيام بذلك بالأمثلة والأرقام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدعاية, مفهومها,نشأتها, أهميتها ( علاء درويش )

v تعريف الدعاية : لما كانت الدعاية من الكلمات التي لم يتم الاتفاق على مفهومها حتى الآن ونظراً لما عانته من استخدامات معقدة في أنظمة مختلفة تسببت في تشويه الكلمة وتغيير دلالتها فإنه ينبغي علينا كباحثين أن نسعى إلى التوضيح ونبعد عن الغموض [1]   . فهنالك الكثير من التعاريف سوف نعرض بعضها فيما يلي : الدعاية في الاصطلاح : هي التأثير على سلوك الآخرين ومعتقداتهم بواسطة الاستخدام الانتقائي المدروس للرموز ونشرها سواء أكانت الرموز لفظية أم سمعية , أم بصرية أم إدراكية والتركيز على الكلمة المنحوتة أم المقروءة المسموعة أم مصورة أم مرئية [2] . كما تعرف الدعاية في دائرة المعارف الأمريكية بأنها جهود يتوفر فيها عامل التعمد والقصد في العرض والتأثير وهي جهود منظمة مقصودة للتأثير في الغير وفق خطة موضوعة مسبقاً لإقناعه بفكرة أو سلعة أو رأي بهدف تغيير سلوكه وتعمد إحداث تأثير على الآراء و الاتجاهات والمعتقدات على نطاق واسع عن طريق الرموز و الكلمات و الصور وإيماءاتها المختلفة , ولهذا التأثير المتعمد جانبان : جانب إيجابي يهدف إلى غرس بعض الآراء والاتجاهات , وجانب سلبي يعمل على إضعاف أو تغيير الآراء و

بحث عن ادارة النقدية ( محمود عبود )

المحتويات 1_ مقدمة 2_ مفهوم السيولة النقدية وأهميتها 3_ دوافع الإحتفاظ بالنقدية 4_ تبويب التدفقات النقدية 5_ أهداف إدارة النقدية 6_ التخطيط النقدي وإعداد بيان التدفق النقدي :         *ماهيته         *مبرراته          * فترته         * العلاقة بين بيان التدفق النقدي والموازنة التخطيطية (التقديرية)         * أساليب إعداد بيان التدفق النقدي ( الموازنة النقدية التقديرية):                _ أسلوب قائمة المقبوضات والمدفوعات                _ أسلوب تعديل قائمة الدخل 7_ إدارة الإستثمارات المؤقتة : ·        ماهيتها ·        أهم الأدوات المستخدمة فيها  ·        أسس المفاضلة بين الإستثمارات المؤقتة ·        حدود الإستثمار في النقدية والإستثمارات المؤقتة  8_ الأساليب الكمية في تحديد الحجم الأمثل للنقدية الواجب الإحتفاظ بها:                 _ أسلوب نموذج الكمية الإقتصادية للمحزون السلعي                 _ نموذج حدود الرقابة (ميلر وأور ) 9_ تقييم كفاءة إدارة النقدية   10_ الخلاصة 11_ المراجع 1 -مقدمة: تعتبر إدارة النقدية إحدى أهم

شرح مبسط لفترة الاسترداد مع مثال

2- فترة الاسترداد :  ويقصد بها الفترة الزمنية التي تسترد خلالها التكلفة المبدئية من المتحصلات النقدية ، وتقوم هذه الطريقة  على أنه كلما استردت قيمة الاستثمار في وقت أقصر كلما كان الاستثمار مقبولا أكثر .  ويعبر عن فترة الاسترداد بعدد السنوات ، ويتم احتساب فترة الاسترداد حسب الحالات التالية  :         أ- حالة تساوي التدفقات النقدية الداخلية :        فترة الاسترداد =     إجمالي الاستثمار المطلوب                               صافي التدفقات النقدية الداخلة سنويا وتحسب فترة الاسترداد ، كما يتضح من المعادلة السابقة ، بقسمة قيمة الاستثمار على صافي التدفقات النقدية الداخلة السنوية التي يدرها هذا الاستثمار ، فإذا كانت آلة جديدة ستحل محل آلة قديمة فيجب الأخذ في الاعتبار القيمة التخريدية للتخلص من الآلة القديمة وبحيث تخصم من تكلفة الآلة الجديدة ، بالإضافة لذلك فإن أي مبالغ استقطعت مقابل الاستهلاك عند حساب صافي الدخل للاستثمار يجب إعادتها مرة أخرى حتى يمكن الحصول على صافي التدفق النقدي الداخل السنوي ، باعتبار الاستهلاك قيد دفتري لا يترتب عليه أي تدفقات نقدية خارجة .  مثال 1 :  تح