التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رغم هيمنة النفط على مزيج الطاقة .. دول «أوبك» تستثمر بقوة في «المتجددة» ( الاقتصادية )

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن مزيج الطاقة العالمي يتجه بقوة نحو تنوع الموارد، منوها إلى اتجاه عديد من الدول الأعضاء في منظمة أوبك إلى الاستثمار بشكل كبير وواسع في مصادر الطاقة المتجددة إلا أنه من المؤكد أن النفط والغاز سيمثلان 52 في المائة من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2040. 
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه صناعة النفط حاليا، إلا أن المنظمة تشير في تقريرها إلى أننا أمام حقيقة مؤكدة وهى أن النفط الخام سيظل جزءا أساسيا من مستقبل الطاقة، مثلما كان جزءا أساسيا من منظومة الطاقة في عقود ماضية.
واعتبر التقرير الصادر حديثا عن "أوبك" أن حديث البعض عن أن عصر النفط قد انتهى "غير مسؤول وغير عادل" بالنسبة إلى ملايين البشر الذين لا يزالون دون خدمات الطاقة الحديثة - وذلك بحسب تأكيدات سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الدوري لمنظمة أوبك-.
ولفت التقرير إلى أهمية الجهود الحالية بين "أوبك" والمنتجين المستقلين في تحقيق الاستقرار المستدام في الأسواق، ومن ثم تعزيز القدرة على جذب الاستثمارات الجديدة اللازمة للصناعة مشيرا إلى أن الطلب على النفط الخام سوف ينمو بمعدلات متسارعة حتى عام 2040.
وذكر أن نمو الطلب على النفط الخام سيسجل زيادة قدرها نحو 16 مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات الطلب في عام 2016، مشددا على أن تغطية هذه الاحتياجات المتنامية من النفط وأيضا تحقيق التعويض اللازم عن الانخفاضات الطبيعية في حقول إنتاج النفط سيحتاج من القطاع العالمي ضخ استثمارات بقيمة 10.5 تريليون دولار حتى عام 2040. 
وبحسب التقرير الدولي فإن جزءا كبيرا من هذه الاستثمارات النفطية الجديدة المطلوبة التي تقدر بنحو تريليون دولار يتوقع أن تحدث في قطاع النفط الخام من خلال أسواق قارة إفريقيا. 
ونقل التقرير عن سهيل المزروعي رئيس مؤتمر عام "أوبك" للعام الحالي، قوله، إن السوق يتجه بقوة نحو التعافي بعدما تعافى من فترات صعبة وعصيبة انخفض فيها الإنفاق على التنقيب والإنتاج بنسبة هائلة بلغت 27 في المائة في عامي 2015 و2016 مشيرا إلى أنه بشكل عام شهدنا سابقا ما يقرب من تريليون دولار من الاستثمارات المجمدة أو المتوقفة التي فقدت مئات الآلاف من الوظائف.
وشدد التقرير على أهمية الاستقرار والتوازن في السوق وتوافر إطار زمني لضمان تلبية نمو الطلب في المستقبل، حيث يتوقع أن يتجاوز الطلب النفطي 100 مليون برميل يوميا قبل عام 2020 وأكثر من 111 مليون برميل يوميا قبل عام 2040.
في سياق متصل، أوضح تقرير آخر منفصل، أن دوري كل من منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية اكتسبا أهمية كبيرة ومتنامية في قضايا الطاقة العالمية في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن دوري المنظمتين نما بشكل واسع عبر السنين الماضية وتمثل ذلك في زيادة العضوية أو تنامي نوعية وكمية أعمالهما التحليلية.
وقال تقرير أوبك – بمناسبة زيارة فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية لمقر سكرتارية "أوبك" في فيينا – إن العلاقة الوثيقة التي نشأت بين الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة أوبك تستحق تقديرا واسعا، لافتا إلى أن كلا من المنظمتين يعملان حاليا بشكل وثيق تقريبا على كل جبهة تتعلق بصناعة الطاقة، وقد اتخذ كلاهما موقفا إيجابيا خلال فترة الانكماش الأخيرة.
وأوضح التقرير أنه يمكن ملاحظة حالة التعاون المكثف في الوقت الراهن بين المنظمتين، حيث تلعب كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك دورا حاسما في جمع وتبادل البيانات، لافتا إلى أن العمل التعاوني الذي يجمع "أوبك" ووكالة الطاقة في إطار مجموعة العشرين أسهم في التوصل إلى قرارات مهمة، حيث تم إجراء دراسات مشتركة قيمة.
ونوه إلى أنه على المستوى الثنائي أيضا أحرزت المنظمتان تقدما كبيرا، حيث أصبحت كل منهما مكملة للأخرى بشكل متزايد، والأهم من ذلك أن الاختلافات في الرأي الموجودة بين المنظمتين قد تلاشت، ويتضح ذلك بشكل خاص عندما نقارن أين نحن اليوم مع ما كنا عليه قبل بضع سنوات. 
وشدد التقرير على أن التعاون الوثيق الذي تم تحقيقه خلال العامين الماضيين من قبل الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة أوبك يتسمان بالكفاءة والثراء على نطاق واسع، معتبرا أن الحوار والمناقشات بين الوكالة والمنظمة يمثل جزءا أساسيا من المحافل والمؤتمرات الدولية المختلفة التي تشاركان فيها، إذ يطلب أغلب منظمي مؤتمرات الطاقة بانتظام حضور مديري "أوبك" ووكالة الطاقة مع بعضهما بعضا للمشاركة في النقاشات.
ويرى التقرير أن لدى وكالة الطاقة ومنظمة أوبك كثيرا ما يمكن القيام به معا، وهناك الكثير الذي يمكن تحقيقه في السنوات المقبلة، لافتا إلى فخر "أوبك" بأن العلاقات بين المنظمتين العريقتين قد تعززت على مر السنين.
ونقل التقرير تأكيد الدكتور بيرول وباركيندو في بيان ختامي بعد مباحثاتهما في فيينا على علاقة العمل المتنامية بين المنظمتين والتزامهما بمواصلة الحوار إلى جانب تبادل وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في سوق النفط مشيرا إلى أن باركيندو كان قد زار على رأس وفد من منظمة أوبك مقر وكالة الطاقة الدولية في باريس في أيلول (سبتمبر) 2016 بعد شهر فقط من توليه منصبه.
وركزت مباحثات "أوبك" ووكالة الطاقة على دعم الحوار المتواصل بين منتجي الطاقة والمستهلكين بهدف تعزيز الاستقرار والأمن والشفافية في أسواق الطاقة، حيث استعرض الدكتور بيرول وفريق عمله وجهات النظر حول أسواق الطاقة الحالية والمستقبلية وفرص التعاون مع المنظمات الدولية الأخرى.
وأوضح بيرول أن الحوار الصحي بين الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة أوبك أمر حاسم للمساعدة في ضمان أمن الطاقة بطريقة سليمة بيئيا ومستدامة اقتصاديا، معتبرا أن زيارته لمنظمة أوبك تمثل فرصة مثمرة أخرى لتبادل وجهات النظر ومناقشة الاتجاهات الحديثة في السوق ومواصلة تعميق الروابط المهمة بين منظماتنا.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى إطلاق أمين عام "أوبك" منذ توليه مهام منصبه عدة مبادرات للتعاون والتقارب بين المنتجين والمستهلكين بشكل عام.
وعلى صعيد التداولات في أسواق النفط الخام، هبطت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي بعد أن جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديده لفرض رسوم جمركية على قائمة إضافية من الواردات من الصين، وهو ما زاد المخاوف من حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحاق جلسة التداول منخفضة 1.22 دولار، أو 1.79 في المائة، لتبلغ عند التسوية 67.11 دولار للبرميل، بينما تراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.48 دولار، أو 2.33 في المائة، لتغلق عند 62.06 دولار للبرميل، وما زال هذا السعر أعلى من متوسط الأسعار في عام 2017 البالغ 50.85 دولار ومتوسط 2016 البالغ 43.47 دولار للبرميل.
وفي الوقت الذي ينتاب فيه القلق أسواق النفط مع تزايد المخاوف من حرب تجارية بين أمريكا والصين، فإن المراقبين لا يتوقعون أن يسجل الخام انخفاضات كبيرة في ظل مؤشرات على تقلص الإمدادات.
في الوقت نفسه، فإن انتعاش إنتاج النفط الأمريكي يبقي على سعر الخام عندما يراوح بين 60 و67 دولارا للبرميل، وصعد إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار 27 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي، في ظل تواصل المستويات القياسية التي يسجلها الخام الأمريكي خلال الفترة الراهنة.
وارتفع إنتاج الولايات المتحدة النفطي إلى 10.460 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 30 آذار (مارس) الماضي مقابل 10.433 مليون برميل يوميا المسجلة في الأسبوع السابق له.
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية لثالث أسبوع في أربعة أسابيع في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط من أعلى مستوى في ثلاث سنوات الذي سجلته في وقت سابق هذا العام.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر أضافت 11 حفارا في الأسبوع المنتهي في السادس من نيسان (أبريل) ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 808 حفارات، وهو أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2015، وهذه هي أكبر زيادة في نحو شهرين.
وإجمالي عدد الحفارات النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 672 حفارة مع مواصلة شركات الطاقة زيادة الإنفاق منذ منتصف 2016 عندما بدأت أسعار الخام تتعافى من انهيار استمر عامين.
ومنذ بداية العام الحالي بلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي النشطة في الولايات المتحدة 969 حفارا في المتوسط، مقارنة مع متوسط بلغ 876 حفارا في 2017، و509 حفارات في 2016 و978 حفارا في 2015، وتنتج معظم الحفارات النفط والغاز كليهما.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الشهر الماضي ارتفاع إجمالي انتاج النفط الأمريكي إلى مستوى قياسي عند 10.7 مليون برميل يوميا في 2018 وإلى 11.3 مليون برميل يوميا في 2019، من 9.3 مليون برميل يوميا في 2017.
ويواصل إنتاج الخام الأمريكي تسجيل المستويات القياسية فيما يتعلق بالإنتاج الأسبوعي، وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي على عكس التوقعات مع زيادة إنتاج مصافي التكرير، بينما تراجعت مخزونات البنزين وارتفعت مخزونات نواتج التقطير.
وهبطت مخزونات الخام 4.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثلاثين من آذار (مارس) بينما كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا زيادة قدرها 246 ألف برميل.
وارتفعت المخزونات في مركز التسليم في كاشينج بأوكلاهوما 3.7 مليون برميل، وزادت مصافي التكرير استهلاك الخام بواقع 141 ألف برميل يوميا، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.7 نقطة مئوية.
وأشارت بيانات إدارة المعلومات إلى أن مخزونات البنزين تراجعت بمقدار 1.1 مليون برميل بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 1.3 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بواقع 537 ألف برميل بينما كان من المتوقع أن تهبط 1.1 مليون برميل، وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 847 ألف برميل يوميا إلى 5.72 مليون برميل يوميا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدعاية, مفهومها,نشأتها, أهميتها ( علاء درويش )

v تعريف الدعاية : لما كانت الدعاية من الكلمات التي لم يتم الاتفاق على مفهومها حتى الآن ونظراً لما عانته من استخدامات معقدة في أنظمة مختلفة تسببت في تشويه الكلمة وتغيير دلالتها فإنه ينبغي علينا كباحثين أن نسعى إلى التوضيح ونبعد عن الغموض [1]   . فهنالك الكثير من التعاريف سوف نعرض بعضها فيما يلي : الدعاية في الاصطلاح : هي التأثير على سلوك الآخرين ومعتقداتهم بواسطة الاستخدام الانتقائي المدروس للرموز ونشرها سواء أكانت الرموز لفظية أم سمعية , أم بصرية أم إدراكية والتركيز على الكلمة المنحوتة أم المقروءة المسموعة أم مصورة أم مرئية [2] . كما تعرف الدعاية في دائرة المعارف الأمريكية بأنها جهود يتوفر فيها عامل التعمد والقصد في العرض والتأثير وهي جهود منظمة مقصودة للتأثير في الغير وفق خطة موضوعة مسبقاً لإقناعه بفكرة أو سلعة أو رأي بهدف تغيير سلوكه وتعمد إحداث تأثير على الآراء و الاتجاهات والمعتقدات على نطاق واسع عن طريق الرموز و الكلمات و الصور وإيماءاتها المختلفة , ولهذا التأثير المتعمد جانبان : جانب إيجابي يهدف إلى غرس بعض الآراء والاتجاهات , وجانب سلبي يعمل على إضعاف أو تغيير الآراء و

بحث عن ادارة النقدية ( محمود عبود )

المحتويات 1_ مقدمة 2_ مفهوم السيولة النقدية وأهميتها 3_ دوافع الإحتفاظ بالنقدية 4_ تبويب التدفقات النقدية 5_ أهداف إدارة النقدية 6_ التخطيط النقدي وإعداد بيان التدفق النقدي :         *ماهيته         *مبرراته          * فترته         * العلاقة بين بيان التدفق النقدي والموازنة التخطيطية (التقديرية)         * أساليب إعداد بيان التدفق النقدي ( الموازنة النقدية التقديرية):                _ أسلوب قائمة المقبوضات والمدفوعات                _ أسلوب تعديل قائمة الدخل 7_ إدارة الإستثمارات المؤقتة : ·        ماهيتها ·        أهم الأدوات المستخدمة فيها  ·        أسس المفاضلة بين الإستثمارات المؤقتة ·        حدود الإستثمار في النقدية والإستثمارات المؤقتة  8_ الأساليب الكمية في تحديد الحجم الأمثل للنقدية الواجب الإحتفاظ بها:                 _ أسلوب نموذج الكمية الإقتصادية للمحزون السلعي                 _ نموذج حدود الرقابة (ميلر وأور ) 9_ تقييم كفاءة إدارة النقدية   10_ الخلاصة 11_ المراجع 1 -مقدمة: تعتبر إدارة النقدية إحدى أهم

شرح مبسط لفترة الاسترداد مع مثال

2- فترة الاسترداد :  ويقصد بها الفترة الزمنية التي تسترد خلالها التكلفة المبدئية من المتحصلات النقدية ، وتقوم هذه الطريقة  على أنه كلما استردت قيمة الاستثمار في وقت أقصر كلما كان الاستثمار مقبولا أكثر .  ويعبر عن فترة الاسترداد بعدد السنوات ، ويتم احتساب فترة الاسترداد حسب الحالات التالية  :         أ- حالة تساوي التدفقات النقدية الداخلية :        فترة الاسترداد =     إجمالي الاستثمار المطلوب                               صافي التدفقات النقدية الداخلة سنويا وتحسب فترة الاسترداد ، كما يتضح من المعادلة السابقة ، بقسمة قيمة الاستثمار على صافي التدفقات النقدية الداخلة السنوية التي يدرها هذا الاستثمار ، فإذا كانت آلة جديدة ستحل محل آلة قديمة فيجب الأخذ في الاعتبار القيمة التخريدية للتخلص من الآلة القديمة وبحيث تخصم من تكلفة الآلة الجديدة ، بالإضافة لذلك فإن أي مبالغ استقطعت مقابل الاستهلاك عند حساب صافي الدخل للاستثمار يجب إعادتها مرة أخرى حتى يمكن الحصول على صافي التدفق النقدي الداخل السنوي ، باعتبار الاستهلاك قيد دفتري لا يترتب عليه أي تدفقات نقدية خارجة .  مثال 1 :  تح