بصورة عامة لا تتوافق "أوبك"، ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية على حالة التوازن في أسواق النفط. الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط الصخري أوجدت فجوة بين توقعاتها. لكن بعض البيانات تستحق التحليل، فقد تكون حاسمة في الأشهر المقبلة.
من ناحية الطلب، يعد الطلب على النفط لهذا العام قويا بصورة عامة، لكن الوكالات لا تتوافق على مدى قوته. فقد رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2018 قليلا، إلى 1.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يعكس بيانات اقتصادية قوية. في الوقت نفسه زادت منظمة أوبك توقعاتها بشكل طفيف إلى 1.6 مليون برميل في اليوم. من بين المنظمات الثلاث، تعد إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأكثر تفاؤلا، حيث تتوقع 1.8 مليون برميل في اليوم من النمو. لكن ما يثير الانتباه في التفاصيل هو متى يعتقدون أن الاستهلاك سيحدث. تتوقع كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية قفزة كبيرة بين الربع الأول والربع الرابع بنحو 2.72 و2.42 مليون برميل في اليوم على التوالي. تعد هذه أرقام نمو كبيرة لتلك الفترة. في حين أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لهذه الفترة أصغر، لأنها تعتقد أن الطلب هو أعلى بالفعل .أرقام وكالة الطاقة الدولية لهذه الفترة تبدو مربكة بعض الشيء. حيث تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في العام الماضي، في حين أن أرقام النمو التي توقعتها للفترة نفسها لعام 2017 كانت 1.89 مليون برميل في اليوم، أي أقل بنحو 520 ألف برميل في اليوم مما تتوقعه هذا العام.
كثير من الطلب على النفط يعتمد على الصين والهند. حيث لا يزال الطلب على النفط في الصين ينمو بقوة. وستحتاج الصين إلى 422 ألف برميل في اليوم في عام 2018، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. في الهند، ارتفع استهلاك النفط بشكل بطيء في العام الماضي بنحو 120 ألف برميل يوميا. في هذا العام، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب الهندي بمعدل 305 آلاف برميل في اليوم. في حين تقول منظمة أوبك إن الزيادة كانت 80 ألف برميل في اليوم في العام الماضي وستبلغ 190 ألف برميل في اليوم في هذا العام. وفي كلتا الحالتين، يعتمد المنتجون الآن كثيرا على الاستهلاك الهندي الأسرع بكثير هذا العام، الذي نحو 12 في المائة من توقعات نمو الطلب تعتمد عليه.
ولماذا هذا الأمر مهم؟ بغض النظر عن الولايات المتحدة والصين، فإن الهند هي أكبر مصدر لنمو الطلب في عام 2018، وفقا لـ "أوبك". بعض بيانات الطلب في أماكن أخرى في العالم تبدو ضعيفة قليلا. على سبيل المثال، تقول منظمة أوبك إن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة انخفض في كانون الأول (ديسمبر) بنسبة 1 في المائة للشهر الثاني على التوالي. حيث تستمر مبيعات السيارات الخفيفة في الانخفاض بشكل مطرد. وكان الطلب للمستهلكين الأربعة الكبار في أوروبا ضعيفا للغاية في كانون الثاني (يناير)، حيث انخفض بمقدار 240 ألف برميل في اليوم مقارنة بالعام الماضي. لذلك أصبحت الهند ركيزة أساسية في نمو الطلب بعد الصين.
من ناحية الإمدادات، توقعات الإنتاج من خارج "أوبك" جميعها تصاعدية. حيث قامت "أوبك" مرة أخرى بتعديل توقعاتها تصاعديا بواقع 280 ألف برميل يوميا إلى 1.66 مليون برميل يوميا، وهذا يعادل ضعف ما توقعته في تشرين الثاني (نوفمبر). لكن المنظمة لا تزال هي الأكثر تحفظا. حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية 1.8 مليون برميل في اليوم من النمو من خارج "أوبك". في حين تتوقع إدارة معلومات الطاقة، الأقرب إلى موارد النفط الصخري المزدهرة، 2.5 مليون برميل في اليوم أكثر من خارج "أوبك" في عام 2018. وستكون الولايات المتحدة مسؤولة وحدها عن مليوني برميل في اليوم من هذه الزيادة.
ولماذا هذا مهم؟ لأن هذا هو جوهر جهود "أوبك" لإعادة التوازن إلى الأسواق. حيث تشير توقعاتها الخاصة الآن إلى أن العرض من خارج "أوبك" يمثل نمو الطلب العالمي لهذا العام، وهذا هو السبب في أنها خفضت أيضا الطلب على نفطها لهذا العام. تترك أرقام وكالة الطاقة الدولية الأسواق تراوح في محلها، متجهة ببطء نحو التوازن. في حين أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تهدم كليا عملية إعادة التوازن، حيث سيبدأ المخزون بالارتفاع هذا العام بواقع 420 ألف برميل في اليوم. إذا كان الأمر كذلك، فإن الأسواق تتجه إلى فائض ضخم مرة أخرى.
ما يعني أن كثيرين يعتمدون الآن على فنزويلا. ففنزويلا هي الجزء الأساس الحرج في اتفاق "أوبك" لإعادة التوازن. إن انخفاض إنتاجها، "حيث كان إنتاجها في شباط (فبراير) أقل من 400 ألف برميل يوميا من متوسط إنتاج عام 2017" يخفي بين طياته بعض القصور في الامتثال لاتفاق "أوبك" وحلفائها من خارج المنظمة. تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج فنزويلا قد ينخفض بمقدار 200 ألف برميل في اليوم أي سيصل إلى ما يقرب من 1.38 مليون برميل في اليوم. بعبارة أخرى، امتثال فنزويلا لحصتها في اتفاق "أوبك" قد يصل إلى 544 في المائة. إذا كان إنتاجها في حدود المتفق عليه، حينها سيبلغ إجمالي إنتاج "أوبك" 32.5 مليون برميل في اليوم في الوقت الحالي، أي أكثر من 400 ألف برميل في اليوم فوق مستوى الطلب على خام المنظمة في الربع الأول.
ولماذا هذا مهم أيضا؟ لأن مزيدا من الانخفاض في إنتاج فنزويلا ـــ أو استقراره وانتعاشه ـــ قد يكون هو الفرق بين أسواق نفط متشددة أو متخمة في هذا العام. لذلك جميع الأنظار على فنزويلا. هذا هو الحال إلى أن تقرر "أوبك" وشركاؤها في حزيران (يونيو) ما إذا كانوا سيستمرون في خفض الإنتاج. عند هذه النقطة، ستبدو الأمور صعبة على الأعضاء الآخرين في الاتفاق، الذين تم إخفاء عدم التزامهم الكامل بسبب تخفيضات فنزويلا اللاإرادية.
وفقا لأرقام منظمة أوبك، على سبيل المثال، فإن الشريك الرئيس روسيا أنتج 11.16 مليون برميل في اليوم في شباط (فبراير)، وهذه ثاني زيادة شهرية ونحو 180 ألف برميل في اليوم أكثر مما كان من المفترض أن ينتجه. إذا كان هذا يشير إلى أن روسيا قد تخرج من الاتفاق أو يضعف التزامها، عندها ستصبح خسائر فنزويلا أكثر أهمية. في الوقت الحالي، هم أكثر من مجرد تغطية لامتثال روسيا المتلاشي.
من ناحية الطلب، يعد الطلب على النفط لهذا العام قويا بصورة عامة، لكن الوكالات لا تتوافق على مدى قوته. فقد رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2018 قليلا، إلى 1.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يعكس بيانات اقتصادية قوية. في الوقت نفسه زادت منظمة أوبك توقعاتها بشكل طفيف إلى 1.6 مليون برميل في اليوم. من بين المنظمات الثلاث، تعد إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأكثر تفاؤلا، حيث تتوقع 1.8 مليون برميل في اليوم من النمو. لكن ما يثير الانتباه في التفاصيل هو متى يعتقدون أن الاستهلاك سيحدث. تتوقع كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية قفزة كبيرة بين الربع الأول والربع الرابع بنحو 2.72 و2.42 مليون برميل في اليوم على التوالي. تعد هذه أرقام نمو كبيرة لتلك الفترة. في حين أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لهذه الفترة أصغر، لأنها تعتقد أن الطلب هو أعلى بالفعل .أرقام وكالة الطاقة الدولية لهذه الفترة تبدو مربكة بعض الشيء. حيث تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في العام الماضي، في حين أن أرقام النمو التي توقعتها للفترة نفسها لعام 2017 كانت 1.89 مليون برميل في اليوم، أي أقل بنحو 520 ألف برميل في اليوم مما تتوقعه هذا العام.
كثير من الطلب على النفط يعتمد على الصين والهند. حيث لا يزال الطلب على النفط في الصين ينمو بقوة. وستحتاج الصين إلى 422 ألف برميل في اليوم في عام 2018، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. في الهند، ارتفع استهلاك النفط بشكل بطيء في العام الماضي بنحو 120 ألف برميل يوميا. في هذا العام، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب الهندي بمعدل 305 آلاف برميل في اليوم. في حين تقول منظمة أوبك إن الزيادة كانت 80 ألف برميل في اليوم في العام الماضي وستبلغ 190 ألف برميل في اليوم في هذا العام. وفي كلتا الحالتين، يعتمد المنتجون الآن كثيرا على الاستهلاك الهندي الأسرع بكثير هذا العام، الذي نحو 12 في المائة من توقعات نمو الطلب تعتمد عليه.
ولماذا هذا الأمر مهم؟ بغض النظر عن الولايات المتحدة والصين، فإن الهند هي أكبر مصدر لنمو الطلب في عام 2018، وفقا لـ "أوبك". بعض بيانات الطلب في أماكن أخرى في العالم تبدو ضعيفة قليلا. على سبيل المثال، تقول منظمة أوبك إن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة انخفض في كانون الأول (ديسمبر) بنسبة 1 في المائة للشهر الثاني على التوالي. حيث تستمر مبيعات السيارات الخفيفة في الانخفاض بشكل مطرد. وكان الطلب للمستهلكين الأربعة الكبار في أوروبا ضعيفا للغاية في كانون الثاني (يناير)، حيث انخفض بمقدار 240 ألف برميل في اليوم مقارنة بالعام الماضي. لذلك أصبحت الهند ركيزة أساسية في نمو الطلب بعد الصين.
من ناحية الإمدادات، توقعات الإنتاج من خارج "أوبك" جميعها تصاعدية. حيث قامت "أوبك" مرة أخرى بتعديل توقعاتها تصاعديا بواقع 280 ألف برميل يوميا إلى 1.66 مليون برميل يوميا، وهذا يعادل ضعف ما توقعته في تشرين الثاني (نوفمبر). لكن المنظمة لا تزال هي الأكثر تحفظا. حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية 1.8 مليون برميل في اليوم من النمو من خارج "أوبك". في حين تتوقع إدارة معلومات الطاقة، الأقرب إلى موارد النفط الصخري المزدهرة، 2.5 مليون برميل في اليوم أكثر من خارج "أوبك" في عام 2018. وستكون الولايات المتحدة مسؤولة وحدها عن مليوني برميل في اليوم من هذه الزيادة.
ولماذا هذا مهم؟ لأن هذا هو جوهر جهود "أوبك" لإعادة التوازن إلى الأسواق. حيث تشير توقعاتها الخاصة الآن إلى أن العرض من خارج "أوبك" يمثل نمو الطلب العالمي لهذا العام، وهذا هو السبب في أنها خفضت أيضا الطلب على نفطها لهذا العام. تترك أرقام وكالة الطاقة الدولية الأسواق تراوح في محلها، متجهة ببطء نحو التوازن. في حين أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تهدم كليا عملية إعادة التوازن، حيث سيبدأ المخزون بالارتفاع هذا العام بواقع 420 ألف برميل في اليوم. إذا كان الأمر كذلك، فإن الأسواق تتجه إلى فائض ضخم مرة أخرى.
ما يعني أن كثيرين يعتمدون الآن على فنزويلا. ففنزويلا هي الجزء الأساس الحرج في اتفاق "أوبك" لإعادة التوازن. إن انخفاض إنتاجها، "حيث كان إنتاجها في شباط (فبراير) أقل من 400 ألف برميل يوميا من متوسط إنتاج عام 2017" يخفي بين طياته بعض القصور في الامتثال لاتفاق "أوبك" وحلفائها من خارج المنظمة. تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج فنزويلا قد ينخفض بمقدار 200 ألف برميل في اليوم أي سيصل إلى ما يقرب من 1.38 مليون برميل في اليوم. بعبارة أخرى، امتثال فنزويلا لحصتها في اتفاق "أوبك" قد يصل إلى 544 في المائة. إذا كان إنتاجها في حدود المتفق عليه، حينها سيبلغ إجمالي إنتاج "أوبك" 32.5 مليون برميل في اليوم في الوقت الحالي، أي أكثر من 400 ألف برميل في اليوم فوق مستوى الطلب على خام المنظمة في الربع الأول.
ولماذا هذا مهم أيضا؟ لأن مزيدا من الانخفاض في إنتاج فنزويلا ـــ أو استقراره وانتعاشه ـــ قد يكون هو الفرق بين أسواق نفط متشددة أو متخمة في هذا العام. لذلك جميع الأنظار على فنزويلا. هذا هو الحال إلى أن تقرر "أوبك" وشركاؤها في حزيران (يونيو) ما إذا كانوا سيستمرون في خفض الإنتاج. عند هذه النقطة، ستبدو الأمور صعبة على الأعضاء الآخرين في الاتفاق، الذين تم إخفاء عدم التزامهم الكامل بسبب تخفيضات فنزويلا اللاإرادية.
وفقا لأرقام منظمة أوبك، على سبيل المثال، فإن الشريك الرئيس روسيا أنتج 11.16 مليون برميل في اليوم في شباط (فبراير)، وهذه ثاني زيادة شهرية ونحو 180 ألف برميل في اليوم أكثر مما كان من المفترض أن ينتجه. إذا كان هذا يشير إلى أن روسيا قد تخرج من الاتفاق أو يضعف التزامها، عندها ستصبح خسائر فنزويلا أكثر أهمية. في الوقت الحالي، هم أكثر من مجرد تغطية لامتثال روسيا المتلاشي.
تعليقات
إرسال تعليق